حاكم الشارقة يفتتح دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الحادي عشر للمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة
أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أهمية الدور الذي يؤديه المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة في مساندة الحكومة على اتخاذ القرارات، ومعرفة احتياجات المجتمع، والمساعدة في تطوير المنظومة التشريعية والإجراءات التي من شأنها توفير الحياة الكريمة، لافتاً سموه إلى اعتماده على الملاحظات والتوصيات والمقترحات التي يقدمها المجلس، والأخذ بها في العمل الحكومي.
جاء ذلك في كلمة سموه التي ألقاها صباح اليوم الخميس، خلال افتتاح أعمال دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الحادي عشر للمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، بحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة.
وتناول سموه خلال كلمته أبرز الأرقام والملفات الاجتماعية التي يعمل عليها سموه مع الدوائر والهيئات الحكومية المتخصصة في الإمارة، مشيراً إلى أن عدد المواطنين في إمارة الشارقة 210 آلاف مواطن من بينهم 36% من الشباب والشابات تقدر أعمارهم بين 15 - 35 سنة، وعددهم 76 ألف و 500 نسمه وهم الفئة الأكثر احتياجاً للخدمات المقدمة من الحكومة مثل: التعليم والتوظيف والسكن.
ولفت سموه إلى أن ملف التعليم يلقى اهتماماً كبيراً ومباشراً من قبله، وتقدم الجامعات والأكاديميات في الشارقة مئات البرامج الدراسية من بكالوريوس وماجستير ودكتوراة، وتوفر لها آلاف المنح الدراسية، لتوفير التعليم لكافة أبناء الشارقة، مؤكداً أن الراغب في التعليم سيلقى دائماً الأبواب المفتوحة والدعم لإكمال تعليمه والارتقاء بمستوى معرفته وثقافته.
وفي ما يتعلق بملف الإسكان أوضح صاحب السمو حاكم الشارقة أن المواطنون يتقدمون بطلباتهم للسكن وعدد تلك الطلبات 2600 طلب، منها 70% تنطبق عليهم الشروط وتجتاز الدراسة والتقييم، ويتبقى 800 طلب سيلح أصحابها على أعضاء المجلس حولها، داعياً الأعضاء إلى التأكد من الجهات حول عدم الحصول على الدعم، وعدم التسرع في الحكم على المسائل، مؤكداً سموه العمل على تسريع حصول المستفيدين على الدعم السكني ليصبح بعد ثلاث سنوات حصول المستفيد على الدعم في بداية تأسيس الأسرة والزواج.
ولفت سموه إلى أن الدعم السكني يتمثل في القروض بدون فوائد بمدة طويلة وتقوم الحكومة بسداد الفوائد، ومنحة المسكن الجاهز، ومنحة تدفع لطالب السكن ليقوم بالبناء على الأرض المخصصة له وهي التي يكون فيها الكثير من الاختلافات بسبب عدم الاتفاق بين المالك والمقاول.
وتطرق سموه إلى ملف التوظيف الذي توفر فيه الحكومة سنوياً ما بين 2500 إلى 3000 وظيفة وفيه المرتب الجيد الذي يبدأ لخريج الجامعة ب 25 ألف درهم، وأدنى مرتب فيها 17 ألف و500 درهم، مشيراً إلى أن هذه المرتبات أقرها سموه بعد دراسة مع الدوائر الحكومية حول احتياجات الأسرة والعيش الكريم لها.
وتناول سموه فئة متقاعدي الهيئات الاتحادية والمؤسسات من مواطني إمارة الشارقة، وفيها 4415 متقاعد عائل لديهم مداخيل منخفضة، حيث عمل لهم منحة تكميلية ليصبح دخلهم الشهري 17 ألف و 500، وتكلفتها السنوية 270 مليون، وقد بدأت من 1-1-2023م مشيراً إلى أن أعداهم في ازدياد.
وفي فئة المستفيدين من الإعانات التي تقدمها دائرة الخدمات الاجتماعية، الذين يبلغ عددهم 8547 حالة ، أوضح سموه أن تم أخذ الحالات التي تتكون من عدد ثنائي يمثل بيت وأسرة مثل رجل وزوجته أو أخت وأخته وغيرهم ويصل عددهم إلى 2114 أسرة مكونة من اثنين وأكثر ليمنحوا منحة تكميلية فوق ما تمنحهم الدائرة ابتداءاً من 1-1-2024م.
وحول فئة الحالات المفردة المستفيدين من دائرة الخدمات الاجتماعية والبالغ عددهم 6295 فرد أوضح سموه أن منهم ذوي الإعاقة الذين ستعمل مدينة الشارقة للخدمات الانسانية على دراسة حالاتهم لتوفير ما يساعدهم بالطريقة المناسبة، موضحاً سموه أن الحالات الأخرى هي الايتام والأرامل وغيرهم.
وتناول سموه مشروعات المياه والكهرباء والتي ستخدم الإمارة لعشر سنوات قادمة، لافتاً إلى أنه خلال الخمس سنوات الماضية صرف ما يصل إلى 828 مليون درهم في تطوير محطات المياه، والمشروعات التي سيبدأ العمل فيها تقدر بمليارين درهم، مشيراً سموه إلى مشروعات الخزانات الاحتياطية مثل خزان المدينة الذي ستصل سعته إلى مليار و300 مليون جالون، وبحيرة الحفية التي ستصل سعتها إلى 125 مليون جالون، وسد الفريش الذي ستبلغ سعته 125 مليون جالون، وسد الرفيصة الذي ستصل سعته إلى 250 مليون جالون، وسد الغزير الذي ستصل سعته إلى 250 مليون جالون، وبحيرة الذيد التي ستصل سعتها 400 مليون جالون، ومحطة الحمرية التي ستوفر 90 مليون جالون يومياً وهو يوازي استهلاك الشارقة الآن.
وأضاف سموه أن خلال الفترة بين 2020-2023 صرفت هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة 17 مليار درهم لتطوير محطات الكهرباء واستبدالها هي وتمديداتها لتخدم الإمارة إلى 10 سنوات قادمة.
وأوصى سموه في ختام كلمته أعضاء المجلس الاستشاري بالاطلاع والعلم والمعرفة وعدم الانجرار خلف العاطفة فقط واستخدام الأسلوب والنقاش العملي والمنطقي والحرص على إيصال احتياجات المجتمع.
وكانت مجريات الافتتاح قد بدأت بوصول صاحب السمو حاكم الشارقة إلى مقر المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة وكان في مقدمة مستقبليه لدى وصوله إلى مقر المجلس الاستشاري كل من معالي صقر غباش المري رئيس المجلس الوطني الاتحادي، والشيخ محمد بن سعود القاسمي رئيس دائرة المالية المركزية، والشيخ خالد بن عبدالله القاسمي رئيس هيئة الشارقة للموانئ البحرية والجمارك والمناطق الحرة، والشيخ خالد بن عصام القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني، والشيخ محمد بن حميد القاسمي رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ ماجد بن سلطان القاسمي رئيس دائرة شؤون الضواحي، والشيخ سعود بن سلطان بن محمد القاسمي مدير مكتب الشارقة الرقمية، ومعالي عبدالرحمن محمد العويس وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الإتحادي، وعدداً من أعضاء المجلس الوطني الإتحادي، وكبار المسؤولين رؤساء ومديري الدوائر المحلية.
عقبه أدى أعضاء المجلس الاستشاري البالغ عددهم 50 عضواً وعضوة القَسم أمام صاحب السمو حاكم الشارقة مقدمين شكرهم وثنائهم لسموه، ومعاهدينه على العمل وتأدية الأمانة التي أوكلت إليهم بتفاني وإخلاص وفق توجيهات ورؤية سموه.
ثم بدأت الجلسة الأولى التي ترأسها أكبر الأعضاء سناً وهو إبراهيم محمد جمعة المنصوري وتم خلالها انتخاب معالي عبدالله بن محمد بلحيف النعيمي رئيساً للمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وسعادة حليمه حميد العويس نائباً لرئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة.
بعد ذلك توجه صاحب السمو حاكم الشارقة والحضور إلى قاعة المجلس الاستشاري للبدء بانعقاد الجلسة والتي استُهلت مراسمه بالسلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، عقبه تلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم أعلن صاحب السمو حاكم الشارقة عن افتتاح دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الحادي عشر للمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، متمنياً للمجلس التوفيق والسداد في فترة انعقاده بما يخدم مصلحة الوطن والإمارة وتحقيق الرفاهية للمواطنين والقاطنين على أرض الشارقة.
ألقى بعدها معالي عبدالله محمد بلحيف النعيمي رئيس المجلس الاستشاري كلمة قال فيها // إن لافتتاح سموكم الكريم لأعمال دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الحادي عشر يعكس حرصكم الدائم بتعزيز دور المواطن في صنع القرار والمشاركة الفعّالة في تطور ورُقي المجتمع، وإن رؤاكم الحكيمة تعزز مفهوم الوطنية وتحفز على تحقيق التنمية المستدامة، ونؤكد على أهمية مسيرة العمل الوطني التي تواصلون خطاها في بناء الحاضر واستشراف المستقبل، ونؤكد على اقتفاء توجيهات سموكم الحكيمة والتي تمثل دفعة قوية نحو دعم التطور وتحقيق التقدم في مختلف المجالات //.
وأضاف معالي رئيس المجلس الاستشاري \ نود أن نعبّر عن فخرنا وسعادتنا بنجاح انتخابات المجلس الاستشاري في الدورة الثالثة لعام 2023م وإن هذا النجاح لاشك، يعكس التفاعل الإيجابي والمشاركة الفعّالة من قبل المواطنين والمواطنات في إمارة الشارقة لاختيار من يمثلهم في هذا المجلس، فقد كانت المشاركة اللافتة في التسجيل والتصويت تبرز روح الالتزام والانتماء لبناء وتعزيز مستقبل أفضل لمجتمعنا وإمارتنا، والتطلع إلى تحقيق التقدم والازدهار تحت قيادتكم الحكيمة ، كما ونعتز بما حققه المجلس الاستشاري كممثل عن شعب إمارة الشارقة والمعبر عن صوته تحت رعاية ومتابعة سموكم، حيث تتجسد قيم الشورى والمشاركة الوطنية في صنع القرار، وما تتطلعون إليه سموكم في إشراك المواطنين وتعزيز دورهم في معاونتكم على الارتقاء بوطننا الغالي //.
وأوضح النعيمي أن المجلس يعمل وفق رؤى القيادة الرشيدة لتحقيق تطلعات المواطنين قائلاً // إن دور المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة يتجدد بتوجيهات سموكم، حيث يسعى المجلس إلى المساهمة في تحقيق تطلعات المواطنين وتلبية احتياجاتهم، ليكون الجميع ملتزما بتقديم الدعم والتوجيه للحكومة من أجل تحقيق تطلعات ورفاهية مواطنينا //.
وأضاف معاليه // إن لافتتاح سموكم الكريم لأعمال دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الحادي عشر يعكس التفاعل الوطني الكبير والثقة التي يمنحها المواطنون والمواطنات لهذا الصرح البرلماني، وإن هذه الثقة والتفاني يعتبران محفزين قويين للمجلس للاستمرار في تحقيق التقدم وخدمة الوطن //.
وثمن معالي رئيس المجلس الاستشاري دعم صاحب السمو حاكم الشارقة وتوجيهاته الدائمة التي تساهم في تطوير العمليات الحكومية وتصب في مصلحة المجتمع، قائلاً // بفضل توجيهاتكم الحكيمة ومكارمكم السخية، سيتعزز التواصل الوطني بين المواطنين والمؤسسات الحكومية، وسيتواصل العمل لمساندة المجلس للجهاز الحكومي في مشهد يعكس التكامل والتعاون الفعّال لتحقيق رفاهية المواطنين وتلبية احتياجاتهم المتنوعة، على ضوء التحولات التي تشهدها إمارة الشارقة وما تتطلبه من جهد متواصل من المجلس، وفق رؤية واعية لتطوير الإمارة، ويسعى المجلس الاستشاري بإذن الله لأن يكون داعمًا فعّالًا للمشاريع والمبادرات التي تحمل رسالة الخدمة والعطاء لكل إنسان، وإن استمرارية هذا التفاعل الإيجابي يعززان التفاؤل بمستقبل إمارة الشارقة، ويبرزان رؤية الإمارة والتشارك الفاعل في بناء مجتمع يسوده العيش الكريم //.
مضيفاً معاليه // بتوجيهاتكم الحكيمة ودعمكم الكريم، يستعد المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة بعون الله لدخول فصل تشريعي جديد، حاملاً على عاتقه تحديات تتواصل على مدى أربعة أدوار انعقاد، يسعى المجلس من خلالها إلى تعزيز قدراته وتعظيم تأثيره، والتمسك بقضايا الوطن ومتابعة هموم المواطنين، ومن خلال رؤيته الطموحة، يسعى المجلس لتفعيل قيم المشاركة الفعّالة والشورى التي كانت هي ركيزته الأساسية منذ تأسيسه في عام 1999م.
واختتم معالي عبدالله بلحيف النعيمي كلمته معاهداً سموه باستمرار المجلس في العطاء وتحقيق التميز، والاضطلاع بمسؤولياته بروح وطنية عالية لتحقيق حياة كريمة للمواطنين من خلال تقديم الدعم والإرشاد اللازم لتلبية الاحتياجات الآنية والمستقبلية، وأن ينطلق المجلس بأعماله من قاعدة حقيقية عمادها الشورى وبناء المجتمع في إمارة الشارقة، مشيراً إلى أن المجلس يشكل منبرًا حرًا لتبادل الآراء وتعزيز التواصل بين المواطن والمسؤول والمشاركة الفاعلة لأداء المهام بأمانة وإخلاص، بهدف تحقيق تقدم ورفاهية وعزة أبناء إمارتنا الغالية.
وتلا عقبه أحمد سعيد الجروان أمين عام المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة خلال انعقاد الجلسة الافتتاحية المرسوم الأميري رقم (81) لسنة 2023 بشأن دعوة المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة للانعقاد لدوره العادي الأول من الفصل التشريعي الحادي عشر.
بعد ذلك تفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بالتقاط صورة تذكارية مع رئيس وأعضاء المجلس الاستشاري بدورته الحادية عشر، ودعى الحضور إلى تناول وجبة الغداء التي أقامها سموه بهذه المناسبة.