المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة يتناول في جلسة حوارية طارئة تداعيات الحالة المناخية
تواصلا للجهود المشتركة والتفاني في خدمة المجتمع، جاءت جلسة المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة وهي جلسة حوارية طارئة كمبادرة فعّالة للتعامل مع تداعيات الحالة المناخية الأخيرة وتأثيراتها على الحياة اليومية في مختلف مدن ومناطق الإمارة.
تأتي الجلسة في سياق استجابة المجلس لمسؤوليته كمنبر للمجتمع وصوت للمواطنين والمقيمين، حيث يسعى المجلس دائمًا لتحقيق الصالح العام وتحسين جودة الحياة في الإمارة
تفاعل أعضاء وعضوات المجلس بمداخلاتهم المتنوعة، حيث قدموا تحليلات عميقة ومقترحات بناءة لمواجهة التحديات المناخية المستقبلية، مما أسهم في إثراء الجلسة وتحقيق أهدافها بشكل أكثر فعالية وفاعلية.
وجرى تبادل الآراء والتحليلات، والتطرق إلى التوصيات والسياسات الفعّالة التي ستسهم في تعزيز القدرة على التكيف مع التحولات المناخية المستقبلية وتحسين إدارة الأزمات والمخاطر بإمارة الشارقة .
انعقدت الجلسة صباح الخميس في مقر المجلس بمدينة الشارقة برئاسة معالي الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي رئيس المجلس الاستشاري .
حيث تم خلالها مناقشة مختلف التصورات لتعزيز السياسات نحو التغيرات المناخية، ومناقشة الآثار البيئية والصحية والاجتماعية للمنخفض الجوي الأخير على مختلف الجوانب في إمارة الشارقة ، بالإضافة إلى استعراض البنية التحتية وتجهيزاتها المختلفة.
وفي بداية الجلسة ألقى معالي الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي رئيس المجلس كلمة قال فيها : في هذه الجلسة الحوارية الطارئة، والتي نعقدها تحت قبتنا البرلمانية ، فنحن هنا اليوم لنناقش سوياً تداعيات الحالة المناخية التي شهدتها إمارة الشارقة مؤخراً، والتي تتطلب منا استجابة فعّالة وتحليل دقيق لتأثيراتها على مختلف جوانب حياتنا وبنيتنا التحتية.
وأضاف : تعد هذه الجلسة أمراً ذا أهمية بالغة، حيث يتعين علينا كمجلس استشاري أن نكون المعبر الصادق والمنبر الحقيقي لتطلعات واهتمامات المواطنين والمقيمين، فنحن هنا لنضع المقترحات للخطط اللازمة ونصاغ التوصيات التي من شأنها تعزيز الاستعداد والتأهب لمواجهة التحديات البيئية والمناخية التي تواجهنا ، استجابة لدورنا والمسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقنا كبرلمان يمثل إمارة الشارقة .
وأشار في كلمته إلى أهمية هذه الجلسة ، والمشاركة في محاورها وإثراء جوانبها ولفت معاليه في كلمته : فجميعكم ، عايشتم الوضع ، واطلعتم على حجم الجهود التي بذلت من قبل قيادتنا الرشيدة حرصًا واهتمامًا فائقين بسلامة المواطنين والمقيمين، حيث أظهرت الفرق والمؤسسات وكذلك المتطوعين المبادرة والعمل من أجل مواجهة التحديات وتقديم الدعم اللازم للمجتمع في هذه الظروف ، وإن هذا التفاني والاهتمام بسلامة الجميع يعكس رؤية حكيمة ورعاية فائقة من قيادة الدولة وتكاتف المجتمع الإماراتي الذي عكس مشهدا من التلاحم واللحمة .
وأردف : لأهمية هذا الموضوع ، فإنني أطرح عددا من المحاور حتى تنصب الأطروحات في تناولها وتغذيها للوصول إلى رؤى وتوصيات فاعلة للارتقاء بالأداء المؤسسي ، ورفع الجاهزية ، من المتوقع أن يعمل المجلس خلال هذه الجلسة على صياغة التوصيات اللازمة التي تعزز الأداء المؤسسي وترفع من القدرات البشرية، بالإضافة إلى وضع السياسات الفعّالة لمواجهة التحديات المناخية وتقليل تأثيراتها، وذلك في إطار الحرص على تعزيز منظومة إدارة الأزمات والمخاطر في الإمارة.
بعدها تداخل أعضاء وعضوات المجلس في طرح مداخلاتهم في محاور الجلسة الخمسة وهي تحليل تداعيات الحالة المناخية الأخيرة على البنية التحتية والخدمات العامة في إمارة الشارقة واستعراض التدابير الاحترازية والخطط الطارئة التي تم اتخاذها للتصدي لتأثيرات الظروف الجوية القاسية.
كما تم التطرق إلى دور المواطن والمقيم في التعامل والتهيئة للتغيرات المناخية وبحث وتقييم سبل تعزيز القدرات البشرية ورفع مستوى التوعية بمخاطر التغيرات المناخية في المجتمع وصياغة التوصيات والسياسات الفعّالة للحد من التأثيرات السلبية للظروف الجوية القاسية وتحقيق الاستدامة البيئية والاجتماعية.
وفي تحليل تداعيات الحالة المناخية الأخيرة على البنية التحتية والخدمات العامة في إمارة الشارقة ،أثنى الأعضاء والعضوات في المجلس على البنية التحتية والخدمات العامة في إمارة الشارقة، والجهود الحكومية المبذولة وتوجيهات القيادة في رصد الميزانيات وتقديم الدعم لكافة القطاعات والاهتمام بالمجتمع في تجاوز هذا الموضوع مشيرين إلى أهمية تحليل تداعيات الحالة المناخية الأخيرة عليها حيث تم تسليط الضوء على التحديات التي واجهت البنية التحتية، مثل تضرر بعض الطرق والشوارع بفعل الأمطار الغزيرة، وتعطل بعض الخدمات العامة نتيجة لذلك. ودعا الأعضاء إلى اتخاذ إجراءات وتدابير فورية لتعزيز البنية التحتية وتحسين جودة الخدمات العامة لضمان تحملها للتغيرات المناخية المستقبلية.
تم مناقشة الخطط الطارئة التي تم اتخاذها للتصدي لتأثيرات الظروف الجوية ، حيث أشاد الأعضاء بالاستجابة السريعة والفعّالة من قبل الجهات المعنية في إمارة الشارقة وتم تسليط الضوء على أهمية تطوير خطط احترازية متقدمة تشمل استخدام التكنولوجيا الحديثة في توقع الظروف الجوية وتقديم الإرشادات والتحذيرات اللازمة للمواطنين والمقيمين.
وأكد الأعضاء على أهمية دور المواطن والمقيم في التعامل مع التغيرات المناخية، ودعوا إلى تعزيز التوعية بأهمية الحفاظ على البيئة وتبني السلوكيات البيئية المستدامة، وتم التأكيد على ضرورة تشجيع المشاركة المجتمعية في مبادرات الحفاظ على البيئة والتخفيف من تأثيرات التغيرات المناخية ، فضلا عن الاستماع للإرشاد من الجهات المعنية وعدم الخروج من المنازل إلا للضرورة .
كما تم استعراض السبل الفعّالة لتعزيز القدرات البشرية ورفع مستوى التوعية بمخاطر التغيرات المناخية في المجتمع، من خلال تقديم برامج تدريبية وورش عمل توعوية للمواطنين والمقيمين ، وشدد الأعضاء على أهمية تضافر الجهود بين القطاعين الحكومي والخاص والمجتمع المدني لتحقيق التغيير المطلوب في هذا الصدد ، وتثمين دور الأعمال التطوعية والجهود التي بذلت من قبل المؤسسات والأفراد والأسرة لتحقيق تكاتف المجتمع ومد يد العون للمتضررين .
وبحث ومناقشة سبل صياغة التوصيات والسياسات الفعّالة للحد من التأثيرات للظروف الجوية وتحقيق الاستدامة البيئية والاجتماعية، وتم التأكيد على أهمية تضمين مبادئ الاستدامة والتحكم بالتلوث في السياسات الحكومية وتعزيز الاستثمار في البنية التحتية الخضراء والمبادرات البيئية لضمان حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة فضلا عن رفع الوعي المجتمعي ، وتأهيل المرافق والكوادر البشرية للتعامل مع تلك الأحداث وكذلك إنشاء مواقع للإيواء وغيرها .