المجلس الاستشاري ينظم بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ندوة تعريفية عن دور المفوضية في رعاية اللاجئين
نظم المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من صباح يوم الخميس ندوة تعريفية عن دور المفوضية السامية للأمم المتحدة في رعاية اللاجئين .وتناولت مبادئ الحماية الدولية وارتباطها بأحكام الشريعة الإسلامية. كما استعرضت بعض الشراكات الهامة للمفوضية داخل دولة الإمارات العربية المتحدة حضر الفعالية عدد من أعضاء المجلس الاستشاري تقدمتهم خوله عبدالرحمن الملا رئيسة المجلس وأحمد سعيد الجروان الامين العام للمجلس بالإضافة إلي أكثر من ستين مدعواً من مختلف الأوساط الحكومية والأكاديمية في الشارقة.
وبعد تلاوة أيات عطرة من الذكر الحكيم ألقى أيمن عثمان باروت عضو المجلس الاستشاري كلمة نيابة عن رئيسة المجلس الاستشاري خولة عبدالرحمن الملا نصها : يتجدد اللقاء بالترحيب والإكبار والتقدير لهذه الطاقات المبدعة والخلاقة التي تمتلك إرادة صلبة يملأها الأمل والإصرار على خدمة الإنسانية على هدي ما تمليه علينا مبادئ ديننا الحنيف، ومعايير الصدق مع النفس، وأسس الانتماء إلى أوطاننا ، لنعرب عن ترحيبنا بالمفوضية السامية للأمم المتحدة في رعاية اللاجئين ودورها في إنقاذ حياة اللاجئين والنازحين ، تلك الرعاية التي تكاملت مع نهج دولة الإمارات العربية والمتحدة ورسالة قيادتها في خدمة الانسان أينما كان أرضه دون النظر إلى جنسه أو عرقة أو ديانته ... إن لقاءنا هذا هو صفحة جديدة تضاف إلى صفحات العمل الدؤوب للمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة في العناية بالقضايا المجتمعية وأن يواصل دوره المعطاء في خدمة الإنسان والمكان على حد سواء ليكون المشهد الآن تعزيز العمل نحو مواصلة خدمة وعزة الانسان والتعريف بأعمال المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وجهود دولة الامارات العربية المتحدة قيادة وشعبا في دعم المفوضية وتمكينها من القيام بجهودها الإنسانية،، وعندما نتحدث عن المفوضية نتحدث عن تقدير بالغ للدور الكبير الذي قامت به سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة رئيس المجلس الاعلى لشؤون الاسرة من دور بارز ومشهود في إنقاذ حياة اللاجئين والنازحين وإصلاح أوضاعهم وما طرحته سموها من برامج إنسانية مثل مبادرة "سلام يا صغار" التي أطلقتها سمو الشيخة جواهر في عام 2007 للتخفيف من معاناة الأطفال الفلسطينيين، ومبادرة "بحبك يا لبنان" لدعم الشعب اللبناني بعد حرب عام 2006 وحملة "تيرجع بحرك أزرق" وغيرها الكثير وتعيين سموها كأول مناصرة بارزة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين منذ شهر مايو من عام 2013 في دولة الإمارات العربية المتحدة،،،تلك المبادرات تدعونا إلى مواصلة التكامل في العمل كونه أساس الطريق الصحيح ومنهج العاملين الصادقين لخدمة الانسان لاسيما في أضعف حالاته وفتراته خلال لجوءه ،،،أمنياتنا باستفادة الجميع من أوراق عمل الندوة لتكون الغاية مواصلة الجهود وتكاملها لخدمة اللاجئين.
بعدها ألقى السيد توبي هارورد، مدير مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في أبو ظبي كلمة قال فيها " كانت هذه فرصة رائعة للمفوضية لتسليط الضوء على قضية النزوح القسري. نحن ممتنون جداً للمجلس الاستشاري في الشارقة على هذه الدعوة، والتي أتاحت لنا الفرصة لإبراز دور وإلتزام حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة نحو رفع مستوى الوعي تجاه القضايا الملحة في عصرنا الحالي." وأضاف يواجه العالم أعلى نسب النزوح منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية‘ مع الأخذ في الاعتبار أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تنتج وتستضيف أكبر عدد من النزوح القسري في العالم. هذا وقد تمحورت الجلسة الأولى والتي قدمها السيد توبي هارورد، مدير مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في أبوظبي، حول التحديات التي تواجهها المنظمة في ظل تسارع وتيرة النزوح على قدرات المجتمع الدولي للاستجابة للاحتياجات الإنسانية. كما قدم نبذة عن تاريخ المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وولايتها. وأضاف : قال تعالى في سورة الأنفال. بسم الله الرحمن الرحيم ﴿والّذين آمنوا وهاجَروا وجاهَدوا في سبيل الله والّذين آوَوْا ونصروا أُولئك هُم المؤمنون حقاً لهم مغفرةٌ ورِزقٌ كريمٌ﴾ صدق الله العظيم وهذا يثبت إن إغاثة وإجارة المحتاج وحمايته وإيوائه ومنحه الأمان دون الرجوع عنه هي من ضمن المبادِى الإسلامية التي سبقت بقرون عديدة القوانين والمواثيق الدولية الحديثة لحقوق الإنسان، مثل حق اللجوء وعدم جواز إرجاع اللاجىء – حفاظاً على سلامته وحمايته من التعرض إلى الإضطهاد. وكما تعلمون أن المبادئ الإنسانية لحماية البشر والمحافظة على كرامتهم هي مبادئ من الشريعة الإسلامية والعادات والتقاليد العربية. يشهد العالم حالياً مستويات غير مسبوقة من النزوح العالمي وأعلى مستوى من المعاناة الإنسانية منذ الحرب العالمية الثانية. فقد أُجبر أكثر من 60 مليون شخص حالياً على الفرار من منازلهم، سواء داخل أو خارج بلدانهم. ويساوي هذا العدد حجم سكان إيطاليا تقريباً. في عام 2014، أدى النِزاع المسلح والعنف إلى نزوح ما يعادل 42,500 شخص يومياً. ونزح عدد إضافي كبير من الأشخاص بسبب الكوارث الطبيعية. وفي حين إرتَفعت أعداد النازحين بشكل ملحوظ، استطاع عدد قليل من اللاجئين في الأعوام الأخيرة العودة إلى بلدانهم. وبسبب أزمات النزوح الكثيرة والنزاعات في عالمنا اليوم، أْصَبحَ من الصعب على المفوضية تمويل برامجها بالكامل. حيث تمّ تمويل 62% فقط من ميزانية عام 2015 الخاصة بالأزمة السورية. وكان لا بد من تأجيل أو إلغاء أنشطة مهمة للاجئين، كانت سبباً في موجات هجرة وتحرك اللاجئين عبر بحر إيجيه والبحر الأبيض المتوسط. إن الاحتياجات الإنسانية أكبر بكثير من الموارد التي يُوَفِّرُها المجتمع الدولي.نحن اليوم أمام جيل مهدد بالضياع.. أمام جيل من الشباب خسر فرصته في التعلُّم ويفتقر إلى الآفاق الإقتصادية للمستقبل. وإذا لم يَتُم انقاذهم بدعم البرامج لتوفير التعليم والتدريب و فرص العمل، فإنهم سيصبحوا هدف للجماعات المتطرفة، ومن ثم يشكلون خطر على السلم والأمن الدوليين.
نظراً لأهمية الشراكات في الإستجابة للأزمات الإنسانية قدم السيد حسام شاهين مسؤول قطاع شراكات القطاع الخاص في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جلسة حول الدور الرائد للشراكات الإستراتيجية وخاصةً دور صاحبة السمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، حرم صاحب السمو حاكم الشارقة، المناصرة البارزة لمفوضية اللاجئين.
ومن جهتها، قدمت أميرة عزام، مسؤولة الحماية في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الجلسة الثالثة والتي تطرقت بها إلى تعريف مفاهيم اللاجئين والنازحين والحماية الدولية والحلول الدائمة المتاحة للاجئين.
وفي ظل تزايد مستوى النزوح في العالم الإسلامي، تحدث الدكتور يوسف الدرادكة، مسؤول الحماية في مفوضية اللاجئين في الممكلة العربية السعودية حول العلاقة بين مبادئ الحماية الدولية واللجوء في الشريعة الإسلامية.
إختتمت الندوة السيدة مي كادكوي وقدمت نبذة عن علاقة المنظمة مع دولة الإمارات العربية المتحدة. وكان مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أول وكالات الأمم المتحدة التي تواجدت في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ إفتتاح المكتب سنة 1986. منذ ذالك الوقت فقد عزز مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وحكومة الإمارات العربية المتحدة مجالات التعاون لرفع معاناة اللاجئين والنازحين حول العالم.
تعتبر هذه الندوة ترجمة حقيقية لأواصر العلاقات القائمة بين مفوضية اللاجئين وحكومة الشارقة كشريك رئيسي، وخاصة في ضوء الدور الحيوي والهام الذي يقوم به صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، وسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، حرم صاحب السمو حاكم الشارقة والمناصرة البارزة لمفوضية اللاجئين.
وفي نهاية الندوة قدم المجلس الاستشاري وفي مبادرة منه مبلغا ماديا لدعم حملة صغار ياسلام كما وقام خولة عبدالرحمن الملا رئيسة المجلس الاستشاري بتكريم المفوضية والمحاضرين يرافقها أحمد سعيد الجروان الامين العام للمجلس .