المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة يعقد جلسته الثانية ويصادق على مشروع الرد على خطاب الافتتاح ويطرح سؤالا حول أثر خطبة الجمعة للناطقين بغير اللغة العربية
عقد المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة ضمن أعماله لدور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي التاسع جلسته الثانية صباح الخميس التاسع عشر من محرم لعام 1438هـ الموافق العشرين من شهر أكتوبر الجاري وذلك بمقره في مدينة الشارقة برئاسة خولة عبدالرحمن الملا رئيس المجلس الاستشاري.
وبعد التصديق على محضر الجلسة السابقة ناقش المجلس سؤالا موجها إلى مدير دائرة الشؤون الاسلامية من عضو المجلس أيمن عثمان باروت حول أثر خطبة الجمعة لغير الناطقين باللغة العربية بحضور عبدالله خليفة يعروف السبوسي مدير دائرة الشؤون الإسلامية بالشارقة.
وجاء نص السؤال الذي تلاه الامين العام للمجلس أحمد سعيد الجروان كالتالي :
عملا بأحكام القانون رقم (3) لسنة 1999 بشأن المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وأحكام المادة رقم (94) من اللائحة الداخلية للمجلس أرجو التكرم بتوجيه السؤال الموضح إلى سعادة عبدالله بن يعروف السبوسي مدير دائرة الشؤون الاسلامية.
تعتبر دائرة الشؤون الاسلامية في إمارة الشارقة هي الجهة المختصة بشؤون المساجد في الإمارة، وشهدت تطورا وتوسعا كبيرا بناءً على متابعة وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الاعلى للاتحاد حاكم الشارقة – حفظه الله ورعاه- فبعد أن كانت الإمارة تحتوي على (25) مسجدا في بداية الاتحاد اصبحت وبفضل من الله تتجاوز الستمائة مسجدا وجامع.
ومن اهداف الدائرة "توعية المسلمين وتعريفهم الدين الحق وذلك من خلال الخطب" وما لذلك من انعكاس ايجابي على المجتمع خصوصا عند إقرار خطبة الجمعة بخمس لغات منها الإنجليزية والاوردو في بعض المساجد بالإمارة. إلا ان استمرار برامج التنمية البيئية والسياحية والاستثمارية أدت لزيادة الكثافة السكانية لفئة المقيمين لتصل في عام 2015م إلى أكثر من مليون ومائتا ألف نسمة وغالبيتهم من غير العرب ومن فئة العمال، وما يترتب على ذلك من ضرورة توفير بعض الخدمات الإضافية في المساجد ومخاطبة هذه الجاليات بلغاتهم عبر خطب الجمعة لتوعيتهم وتثقيفهم، والوضع الحالي أدى إلى توجههم لحضور خطب الجمعة وهم لا يفقهون العربية في بعض المناطق السكنية كالرحمانية، وبالتالي انتفاء المنفعة من خطبة الجمعة لدى هذه الفئة الكبيرة، مع العلم بأن هذه الفئة ذات خلفية ثقافية محدودة وتتأثر بمن أمامها بشكل كبير. وخطبة الجمعة والدروس الدينية في المساجد إذا وظفت بشكل جيد وبلغات مختلفة بالتعاون مع الجهات المختصة على مستوى جميع مناطق الإمارة وخصوصا أماكن تجمعاتهم كمدينة الامارات الصناعية سيكون لهذه البرامج انعكاس إيجابي على جميع المستويات وخصوصا الأمني منها في ظل التوجيهات الدائمة عبر خطبة الجمعة لعامة الناس حول بعض الموضوعات والقضايا مثل السعادة وفعل الخيرات، والتحذير من بعض السلوكيات المخالفة كالشبهات ونشر الشائعات والانجرار وراء التنظيمات.
السؤال: ما هي الخطة الزمنية للدائرة لزيادة عدد المساجد التي تلقى فيها خطبة الجمعة باللغات غير العربية بالإمارة؟ وهل لدى الدائرة خطة لاعتماد برامج دروس المساجد بلغات غير العربية في مناطق التجمعات وخصوصا العمالية؟ مقدم السؤال: ايمن عثمان باروت الباروت عضو المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة
بعدها قدم عبدالله خليفة بن يعروف السبوسي مدير دائرة الشؤون الاسلامية بإمارة الشارقة شرحا تفصيليا عن جهود الدائرة في الاهتمام بخطب الجمعة للناطقين بغير باللغة العربية وقال في معرض : يسرني أن أقدم خالص الشكر والتقدير على جهودكم الملموسة وتفانيكم في أعمالكم والتي لها الأثر الواضح والمؤثر الايجابي في نمو وازدهار كافة جوانب الحياة بإمارة الشارقة الباسمة رعاها ، والشكر موصول للسادة رئيس وأعضاء لجنة الشؤون الاسلامية والاوقاف والبلديات وشؤون الأمن والمرافق العامة بمجلسكم الموقر على تعاونهم الدائم مع دائرة الشؤون الاسلامية ومتابعة شؤونها ، ونحن على أتم استعداد للتعاون الدائم معكم ، ونؤكد بأننا لاندخر الجهد وجاهزون دائما لمد جسور التعاون لأقصى حد ممكن لخدمة بيوت الله ولتحقيق رؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة _ حفظه الله ،، ويسعدنا أن نستمع إلى ملاحظاتكم واستفساراتكم ومداخلاتكم فيما يخص الدائرة ونخص بالشكر سعادة أيمن عثمان على استفساره حول أثر خطبة الجمعة في الناطقين بغير العربية ، وقد وجدنا السؤال ذو أهمية عظمى ويشغل بال كثر من الناس ، ونود أن نوضح بأن خطبة الجمعة شعيرة من شعائر الاسلام العظيمة ، تتكرر في يوم اختصه الله تعالى لهذه الأمة ألا وهو يوم الجمعة ، ومن أعظم أهداف خطبة الجمعة وعظ الناس وتذكيرهم بما يقربهم إلى مولاهم سبحانه وتعالى وبما يعود عليهم بالنفع في دينهم ودنياهم ولأهمية التذكير والوعظ الجمعة سميت سورة من سور القرآن الكريم بالجمعة ، ولشرف الوعظ فيها سميت بالذكر ، كما في قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله ) أي إلى يوم الجمعة ، وتعد خطبة الجمعة من أهم وسائل الاتصال المباشر بالناس ، فهي تتميز عن غيرها من الوسائل كالتلفاز والاذاعة والهاتف وغيرها من وسائل الاتصال الجماهيري بعدة مزايا منها اهتمام الاسلام بها اهتماما عظيما قبلها وأثناءها وبعدها فندب إلى التطهر قبلها والتطيب وأخذ الزينة الكاملة والتبكير في الذهاب إليها ونهى خلالها عن الحديث أو الكلام عنها بأي أمر من الأمور وأمر بكثرة ذكر الله تعالى بعدها .
وتابع : لذا استشعرت الدائرة مدى أهمية خطبة الجمعة لكافة فئات المصلين فخصصت ما يقرب من (50) مسجدا على مستوى الامارة بحيث وزعت في مدينة الشارقة 39 مسجدا وفي المنطقة الوسطى 5 مسجدا وفي المنطقة الشرقية 6 مساجد تلقى فيهها خطب الجمعة بعدة لغات وهي لغات غالبية المصلين وهي الأنجليزية والأوردية والبشتو والتاميلية والميلبارية بالاضافة إلى اللغة العربية في الغالبية العظمى للمساجد باعتبارها اللغة الأم والرسمية للدولة والحفاظ عليها واجب ديني ووطني .
وفي تعقيبه الأول اشار العضو أيمن عثمان باروت إلى أهمية قيام دائرة الشؤون الإسلامية بتكثيف جهدها المبذولة في الوقت الحالي للعناية بغير الناطقين باللغة العربية وطالب الدائرة بالتوسع في تنفيذ برامج التوعية سواء عن طريق الخطب والمحاضرات باللغات الأخرى وذلك بالتعاون مع الجهات المختصة
فيما أجاب مدير دائرة الشؤون الاسلامية بأن هناك جهدا مبذولة في الاهتمام بغير الناطقين وأن تركيز الدائرة ينصب على اللغة العربية وفي تعقيبه الثاني لفت العضو أيمن باروت إلى ما تستدعيه الظروف الحالية من انتشار للأفكار الهدامة إلى زيادة الجهد ومضاعفته مع غير الناطقين باللغة العربية وفي ذلك لدرء لعديد من المشاكل التي قد تقع لا قدر الله وفيها أيضا أن غالبية الفئات التي لا تتحدث باللغة العربية هي من فئة العمال ومن الأجدى مخاطبتهم بلغتهم لتفهيمهم أمور الدين ورسائل التوعية المجتمعية خشية تأثرهم من الأفكار الأخرى .
وبعد السؤال ناقش المجلس مشروع الرد على خطاب الافتتاح الذي ألقاه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة _ حفظه الله ورعاه_ والوارد من اللجنة المشكلة للرد على خطاب الافتتاح حث تلا مقرر اللجنة المشكلة محمد عمر الدوخي مشروع الرد .
وجرى خلال الجلسة التباحث فيما جاء من موجهات ومحاور في خطاب صاحب السمو حاكم الشارقة والتناقش في الرد متضمنا عددا من المحاور الهامة في الاهتمام و الوقوف بجانب الفئات الست (كبار السن ، المهجورات ،المطلقات ،الأرامل ،المعاقين ،الأيتام) وبكافة شرائحه بما فيها شريحة متوسطي وضعيفي الدخل مؤكدين في ثنايا إعداد الخطاب عمل المجلس سينصب لاستكمال طرح ومناقشة كل ما يتصل بهذه الفئات من القضايا والموضوعات الحيوية التي تضمن حياة كريمة وتوفير الرعاية .
وتضمن مشروع خطاب الرد تثمين أعضاء وعضوات المجلس للثقة الغالية التي أولاها سموه لهم وتشريف سموه لافتتاح أعمال المجلس وسعيهم في مواصلة دورهم الوطني في تلمس احتياجات المواطنين ودفع مسيرة العمل الوطني .
وأكد مشروع الرد أن نهج حاكم الشارقة فيما وجه به لاستكمال مسيرة العمل والبناء ومعاونة سموه على تحقيق نهضة الوطن وتقدمه وأمنه وأمانه والتفاني في خدمة مواطنيه والوصول إلى توفير العيش الكريم لكل مواطن ولكل مقيم على أرض الشارقة.
وبعد النقاش صادق المجلس على مشروع الرد على خطاب الافتتاح تمهيدا لرفعه حضرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة