معالي الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة يستعرض التجربة الإماراتية في التنمية والابتكار وصناعة المستقبل خلال محاضرته في أرمينيا
قدّم معالي الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، محاضرة موسعة في العاصمة الأرمينية يريفان، تناول فيها التجربة الإماراتية الرائدة في التنمية الشاملة، وتمكين الشباب، والابتكار، والاستدامة البيئية، مستعرضًا التحولات التاريخية التي جعلت من دولة الإمارات نموذجًا عالميًا في الريادة وصناعة المستقبل منذ تأسيسها عام 1971 وحتى اليوم.
جاءت المحاضرة بالتعاون مع مدرسة القادة في أرمينيا، وحضرها أكثر من 200 مشارك من الشباب والأكاديميين ورواد الأعمال والمسؤولين ، حيث شهدت تفاعلًا كبيرًا ونقاشات ثرية عكست تقدير الحضور للتجربة الإماراتية وما تحققه من نجاحات في مختلف القطاعات.
وأكد معاليه خلال المحاضرة أن دولة الإمارات استطاعت بفضل رؤية قيادتها الرشيدة أن تحقق إنجازات تنموية استثنائية خلال خمسة عقود، شملت التعليم، والصحة، والبنية التحتية، والذكاء الاصطناعي، وتمكين الشباب، وريادة الأعمال، والابتكار في القطاعات الحيوية، مشيرًا إلى أن ما وصلت إليه الدولة اليوم هو ثمرة نهج استراتيجي قاده الآباء المؤسسون وعلى رأسهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واستمر في ترسيخه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.
كما استعرض بلحيف النعيمي تطور التعليم في دولة الإمارات، بدءًا من التعليم العام ووصولًا إلى التعليم الجامعي والبحث العلمي، مؤكدًا أن الإمارات أصبحت اليوم مركزًا علميًا عالميًا يحتضن كبرى الجامعات، ويستقطب الكفاءات، ويُشجع على التخصصات المستقبلية في كافة المجالات المتجددة، والتقنيات المتقدمة.
وأشارت في محاضرته إلى أن مسار التنمية في دولة الإمارات العربية المتحدة يعد قصة نجاح استثنائية في العالم الحديث، إذ استطاعت الدولة منذ تأسيسها أن تتحول من مجتمع بسيط يعتمد على النشاطات التقليدية ثم النفط إلى واحدة من أكثر الاقتصادات تنوعًا وتقدمًا في المنطقة والعالم، ويستند هذا المسار إلى رؤية قيادية واضحة تستشرف المستقبل وتوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وفق نهجٍ يقوم على الاستثمار في الإنسان وتمكينه بالعلم والمعرفة.
ولفت إلى الدولة ركزت في بداياتها على تطوير البنية التحتية والتعليم والرعاية الصحية، لتنتقل بعد ذلك إلى مراحل أكثر تقدمًا من التنمية تشمل الابتكار، والاقتصاد الرقمي، والطاقة المتجددة، والفضاء، والذكاء الاصطناعي، في إطار مستهدفات رؤية الإمارات 2071 التي تسعى إلى جعل الدولة من أفضل دول العالم في المجالات كافة. كما رسّخت الإمارات مكانتها مركزًا عالميًا للأعمال والابتكار، ووجهة جاذبة للكفاءات والمواهب، بفضل سياساتها المرنة وتشريعاتها الحديثة، واستراتيجياتها الوطنية التي تضع الإنسان في صميم التنمية المستدامة.
ويعكس هذا المسار المتكامل فلسفة الإمارات القائمة على العمل والإنجاز والشراكة الدولية، إذ لم تكتفِ الدولة بتحقيق التنمية داخل حدودها، بل باتت تسهم بفاعلية في دعم الجهود الإنسانية والتنموية على مستوى العالم، لتجسد نموذجًا تنمويًا فريدًا يجمع بين الرخاء الاقتصادي، والعدالة الاجتماعية، والاستدامة البيئية.
وتناول النعيمي في حديثه الدور الإماراتي الريادي في دعم أجندة العمل المناخي، مشيرًا إلى النجاح العالمي الذي حققته الدولة من خلال استضافة مؤتمر الأطراف COP28، وما أفرزه من مبادرات دولية مؤثرة في مسار التحول نحو الاقتصاد الأخضر والطاقة النظيفة. كما أعرب عن دعمه وتطلعه إلى استضافة جمهورية أرمينيا لقمة COP17 العام القادم، مؤكدًا أن التعاون الدولي والتكامل المعرفي يمثلان ركيزة أساسية لتحقيق مستقبل مستدام.
كما تناولت المحاضرة نموذج الإمارات في دعم وتمكين الشباب، مشيرًا إلى أن الدولة أولت هذه الفئة أولوية في برامجها الوطنية، من خلال سياسات تمكينية في التعليم والعمل والابتكار وريادة الأعمال، ومؤسسات فاعلة تُعنى بإعداد القيادات الشابة القادرة على المشاركة في صنع القرار، وتعزيز مكانة الدولة في المحافل الدولية.
وأشار إلى أن العلاقات بين دولة الإمارات وجمهورية أرمينيا تشهد نموًا متسارعًا في مختلف المجالات، لاسيما في الاستثمار والتعليم والسياحة والتقنيات الحديثة، موضحًا أن هذه العلاقات تُبنى على الاحترام المتبادل والرغبة المشتركة في تعزيز التنمية المستدامة وتبادل الخبرات والاستثمارات النوعية.
مؤكدا على أهمية تبادل الخبرات وتعزيز التعاون المشترك ونقل المعرفة بين البلدين، بما يسهم في تمكين الشباب أكاديميًا وعمليًا وترسيخ مفاهيم الابتكار المستدام.
وفي ختام المحاضرة، عبّر الحضور ومن خلال مداخلاتهم عن إعجابهم الكبير بالتجربة الإماراتية وبالنهج المتوازن الذي يجمع بين التقدم الاقتصادي والحفاظ على القيم الإنسانية والبيئية، مشيدين بجهود معالي الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي في نشر المعرفة وترسيخ ثقافة الحوار التنموي وتمكين الشباب، وتعزيز الشراكات الدولية في مجالات الابتكار والاستدامة.
