استشاري الشارقة يحقق قفزة نوعية بالعمل الجماعي وثقة سلطان
منذ فترة قريبة أسدل المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة الستار على دور انعقاده الأول من فصله التشريعي العاشر، الذي جاء مميزاً بصورة تسجل له، في ضوء البادرة الانتخابية الأولى التي عاشت الإمارة في ظلها عرساً ديمقراطياً مبهراً للجميع، وأسفرت عن اختيار نصف الأعضاء بالانتخاب، والنصف الآخر بالتعيين باختيار سامٍ من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حيث ضمّ المجلس تشكيلة متنوعة من الخبرات، والمرجعيات المتميزة، التي قادت دفّة العمل البرلماني باقتدار وكفاءة، رغم كونها المرة الأولى لهم في الجلوس تحت قبة «الاستشاري».
وكانت الجولة المنصرمة للمجلس غير مسبوقة بتولي امرأة مقعد الرئاسة عن سابق كفاءة، وتمكن، وإلمام، وخبرة؛ لأنها كانت عضوة برلمانية سابقة، ملمة بالكثير والعديد من القضايا والموضوعات، فقادت المجلس خلال جلساته بقوة وعلم، وعبرت به من نجاح إلى نجاح، في ظل خطط العمل العديدة التي وضعتها، واعتمدها المجلس، وكانت نهجاً مبشراً بالخير له في أداء برلماني مشرق.
وحتى تتضح الصورة التي جاء عليها الأداء، والخطط التي وضعتها لجان المجلس الست لعملها خلال الفترة المقبلة، دعت «الخليج» لجلسة جمعت بين رئيس المجلس، والأمين العام، ورؤساء اللجان، ليدلي كلٌّ بدلوه حول ما أسلفنا، في مكاشفة موضوعية، وتقييم ذاتي هادف لتحقيق الصالح العام للإمارة ومواطنيها ومقيميها.
التميز المؤسسي
بداية قالت خولة الملا رئيس المجلس: «برغم التحديات فقد نجحنا الفترة الماضية؛ لكوننا فريق عمل، ويعتبر ذلك النجاح الأمثل الذي يمكن استثماره الفترة المقبلة، لاسيما لدور أحمد الجروان الأمين العام للمجلس الذي قدّم العديد من المساعدات للجميــع، وجمعتــه بــهم روح إخوة ومحبة، ومن المقرر خلال شهـر سبتمبـــــر/أيـلول المقبــل عقد اجتماع للجان لتوضيح أي تصور جديد، حيث من ضمن توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة المساهمة بأي مبادرات أو مشاريع تفيد الإمارة، ولقد كوّنا فريقاً للتخطيط، ووضعت لجان المجلس خططاً استراتيجية واضحة الأهداف لعملها خلال الفترة المقبلة، ستكون بمنزلة خطة طريق واضحة للجميع، لاسيما أننا معنيون بتطوير المجلس ككل، والتركيز على تطوير النواحي الفنية، من خلال تبني بعض المبادرات في تطوير التقنيات، والأمين العام للمجلس من الشباب المبادر للتطوير، علاوة على ذلك فقد تميزنا في تلقي الشكاوى المجتمعية، والمقترحات الجيدة، التي وردت من أفراد الجمهور، وتم عرضها على هيئة المكتب لتبنيها، أو توصيلها للمعنيين في الدوائر.
وسنركز خلال الفترة المقبلة على أعلى معايير التميز المؤسسي، بما يحقق سرعة الإنجاز، حيث نسعى للتطوير بما يخدم المكان، إلى جانب العمل على التحول الإلكتروني لأعمال المجلس بالكامل، وتبني مبادرة باسم الرصد الإعلامي، من خلال بث كل ما يتعلق إعلامياً بالمجلس عبر بوابة إلكترونية.
تفاعل مجتمعي
وقال محمد بن هندي رئيس اللجنة المالية والاقتصادية والصناعية: للمرة الأولى نرى التفاعل المجتمعي مع المجلس بما كان له أثر إيجابي لافت، ونشكر اللجنة التشريعية على تفاعلها، وأدائها المشهود، والجميل في المجلس أنه يجمع بين الشباب وأصحاب الخبرات، بما حقق فاعلية كبيرة، وسيسفر عن وجود كوادر برلمانية شبابية متميزة، ولقد وضع المجلس هوية خاصة به مجتمعياً، وحقق التعاون المطلوب مع الدوائر بما يخدم أبناء الإمارة، ويحقق الهدف من كونه معاوناً لصاحب السمو حاكم الشارقة، حيث نجحنا في المسؤولية التي أولانا إياها سموه من المناقشة بمنهجية علمية فكرية، تنتهي لطرح توصيات فاعلة، متوازنة بين ما يمكن تطبيقه».
ركيزة أساسية
وأوضح محمد سلطان الخاصوني الكتبي رئيس لجنة التربية والتعليم والشباب والثقافة والإعلام، أن التجربة الانتخابية «للاستشاري» كانت ناجحة بشكل واضح، وأصبحنا بالتالي مطالبين من المجتمع بأمور عدة، ولقد ساندتنا رئيسة المجلس بتوضيح كل ما أردنا معرفته من العمل البرلماني، حتى استطعنا الإلمام بجوانب هذا العمل المهم، فضلاً عن ذلك فالبنية التحتية للتعليم قوية في الإمارة، ومبادرات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، هي الركيزة الأساسية للجنة التعليم في وضع خططها، من خلال الوقوف على الخدمات الجليلة التي يقدمها سموه لرفع مستوى ثقافة الفرد، ومن ذلك مبادرة لغتي، ومهرجان الشارقة القرائي، وأيام الشارقة التراثية، إلى جانب المتابعة المستمرة من سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة رئيس المجلس التنفيذي للإمارة، التي تعطينا الدافع للقيام بدورنا على الوجه الأكمل، والدور البارز لحرم صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد بن سلطان القاسمي على الصعيد الإنساني، واهتمام سموها باللاجئين، وكذلك دعم المرأة للانخراط في مجالات الحياة المختلفة.
ومن المقرر أن تركز لجنة التربية والتعليم على متابعة ما تم تنفيذه لفئة الأميين والراغبين في استكمال دراستهم، وعلى قضية الهوية الوطنية، وتوعية الشباب بمخاطر الأفكار الضالة، وخطورة مواقع التواصل الاجتماعي، والمشاركة في الفعاليات وتفعيل دور أعضاء اللجنة في المجتمع.
خصوصية متميزة
وقالت عائشة البيرق رئيسة لجنة الشؤون الصحية والعمل والشؤون الاجتماعية: «للمجلس العام الحالي خصوصية تختلف عن الأعوام السابقة، حيث يدخل العمل البرلماني عبر مسارين أولهما أن نصف أعضائه منتخبون من الشعب، والنصف الآخر باختيار وتزكية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، فيما أسفر هذان المساران عن تلاحم وتكامل في العطاء والرؤى، حيث وعى فريق العمل في المجلس أهدافه منذ افتتاح المجلس، في ضوء رسم سموه خريطة طريق للأعضاء على أن تكون الشورى منهاج عمل، ومسيرة مستقبل، وأسلوب حياة، وبناء عليه وضع جميع الأعضاء نصب أعينهم حديث سموه في افتتاح المجلس، كأجندة عمل».
تمكين المرأة
ومن الأمور التي يفخر بها المجلس في دورته الحالية تمكين المرأة، خاصة والإمارة سبّاقة، سواء على المستوى المحلي، أم الإقليمي، أم الدولي في تمكين المرأة، وتمكين المجتمع عن طريق المرأة، ومسيرة الإمارة في هذا المجال، ممتدة وطويلة من تقدير وتعزيز دورها في التنمية، وهذا نراه دائماً في حديث صاحب السمو حاكم الشارقة، وحرمه سمو الشيخة جواهر القاسمي، لذلك ترأست المجلس في دورته الحالية امرأة وهي خولة الملا بتزكية من جميع الأعضاء؛ إيماناً من الأعضاء بدور المرأة الإماراتية، وما وصلت إليه بلادنا من رفعة ومكانة، فلولا مساهمتها المخلصة مع الرجل لما رأينا هذه الإنجازات على أرض الواقع تتحدث عن دولة تضاهي دول العالم، فكان لبدايات العمل في هذا المجلس نجاحات متميزة، من الجلسات العامة التي كانت تعمها روح الفريق الواحد.
صدى ناجح
وقال عبدالله مطر الكتبي رئيس لجنة الشؤون الإسلامية والأوقاف والبلديات وشؤون الأمن والمرافق العامة: «لقد استطعنا تحقيق ثقة صاحب السمو حاكم الشارقة، من خلال نجاح التجربة الانتخابية، التي كان لها صدى مجتمعي ناجح، فيما تميز المجلس في دورته الحالية بترؤسه من قبل امرأة، ولقد وقفنا بالفعل على التجاوب المجتمعي الكبير مع المجلس، فضلاً عن ذلك فخطة لجنتنا تتضمن تحقيق رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة فيما يتعلق بالفئات الست التي ذكرها سموه في خطاب افتتاحه المجلس، وتحقيق رؤية الدولة 2021 من خلال العمل لإيجاد الحلول لتحدي الإسكان الحكومي في الإمارة، بما يضمن المسكن المناسب لأبناء الإمارة في وقت محدد ومعلوم، وتطوير البنى التحتية من صرف صحي، وطرق، ومبانٍ ومرافق، والعمل على إيجاد حلول لتسهيل وتبسيط الإجراءات في الدوائر على تطوير الخدمات، وتطبيق الجودة والتميز.
وتتضمن خطة لجنتنا أيضاً تقديم أعلى معايير الجودة والتميز في الخدمات المقدّمة للمواطن والمقيم من خلال متابعة خطط الاستدامة للدوائر والهيئات، وتنظيم زيارات ميدانية للدوائر، والمؤسسات، والهيئات ضمن خطة الزيارات المقترحة، واقتراح أنظمة ذكية لتحسين الأداء في المرافق الحكومية مثل: الربط الإلكتـــروني بيــــن المؤسســــات، والمراسلات الإلكترونية، والتفتيش الذكــي، والمخالفــــات الذكيــــة، ومناقشة الدوائـر، والمؤسسـات، والهيئات في الموضوعات العامة في المجلس، واقتراح برامج ومبادرات لتعزيز العلاقة بين أفراد المجتمع و القيادات الإدارية.
كما ستعمل الخطة على تعزيز ثقة المواطنين والرد على الشكاوى من خلال دراسة المحال منها إلى اللجنة، ومتابعتها مع الجهات المعنية، إلى جانب تفعيل الدور الرقابي للدوائر والمؤسسات والهيئات الحكومية المندرجة تحت اختصاص اللجنة ومناقشتها».
أداء متوازن
وقال عبدالله دعيفس رئيس لجنة الشؤون التشريعية والقانونية والطعون والاقتراحات والشكاوى: «بعد نجاح التجربة الانتخابية تزايدت الثقة المجتمعية بالمجلس، وشهد المجلس أداء متوازناً، من ناحية تلبية احتياجات المجتمع، وما بين التواصل مع الحكومة، ولقد قدّر المجلس تواصل الدوائر معه، وقام في نهاية دور انعقاده بتكريم القائمين عليها، فضلاً عن قبول الشكاوى المجتمعية كافة التي تلقاها المجلس، واتخاذ قرارات فيها، بما أكد التفاعل، والنجاح، علاوة على التعاون الكبير من أمانة المجلس مع الأعضاء.
ولقد رفعنا إلى صاحب السمو حاكم الشارقة مشروع قانون جديد يتعلق بالنشاط الاقتصادي في المجتمع، وتعدّ المرة الأولى التي يقترح فيها الأعضاء قانوناً على الحكومة».
مكانة مشهودة
وقالت فاطمة المهيري رئيسة لجنة شؤون الأسرة: «لم تكن لديّ دراية بالعمل البرلماني، أو خلفية كافية عن المجلس، إلّا أن الأمين العام للمجلس زودنا بالمعلومات الكافية، وساندنا بقوة، فحققنا نجاحاً أشاد به الجميع، ولا شك أن مكانة المجلس مشهودة مجتمعياً، ودوره بارز، وأن أداءه من الكفاءة والموضوعية والأمانة».
العمل بروح الفريق الواحد
قال أحمد الجروان أمين عام المجلس: «نعمل كفريق واحد، وبرغبة مشتركة في تحقيق النجاح والتميز للمجلس، ومن جهتي أتعامل مع الجميع كإخوة، ولإحساس الجميع بالدور الذي يقوم به المجلس، والثقة المجتمعية الكبيرة به، فقد تضاعف عدد الشكاوى التي كان يتلقاها المجلس من أفراد المجتمع، خمسة أضعاف ما كان يرد سابقاً منها.
ولا شك أن ثقة صاحب السمو حاكم الشارقة بالمجلس عززت من رغبة الأعضاء، في بذل كل ما يستطيعونه لرد الجميل لسموه، وإثبات أنهم عند حسن ظــــن ســموه وأفراد المجتمـــع في اختيـــــارهم، وأن ما يقومــــون بـــــه من عمل يعدّ مسؤولية كبيرة، عليهم الإيفاء بها على الوجه الأكمل».